هو محمد (حمه) ول الخليل، زعيم أولاد موسى من ارگيبات، من أشهر شخصيات الساحل، عرف بالشجاعة والحنكة والحزم، وكان كهفا للضعاف والمحتاجين.
قاوم المستعمر الفرنسي، وشارك في التصدي له، في معركة (المالحة) شمالي آدرار سنة 1909، ومعركة (حفرة لگديم) بودان في 28 سبتمبر1913، وهي معركة موجعة للفرنسيين وأعوانهم، حيث قُتل سبعة وعشرون من الرماة السنغاليين وعشرة من گوميات.
وردا على تلك المعارك جهز الحاكم العام لموريتانيا العقيد “Mouret” سنة 1913 حملة عسكرية تتكون من 350 جنديا، وهاجم محاربي الرگيـبـات، وتوغل شمالا، وخرب زاوية السمارة التي بناها الشيخ ماء العينين.
وللرد على ذلك، هاجمت قبائل الرگيبات واولاد دليم القوات الفرنسية نهاية سنة 1913.
إلا أنه وبسبب الجفاف الذي أصاب منطقة تيرس سنة 1914 قرر قائـد رگيبات الساحل محمد ولد الخليل، عقد معاهدة سلم مؤقتة مع سلطـات فـرنـسـا بآدرار للسماح له بانتـجـاع مراعـي المنطقة، فـوافق “PONTY”، واشترط عليه عـدم مشاركة أتباعـه في أي هجوم ضـد المراكز الفرنسية.
إلا أن تلك الهدنة كانت هشة، فهاجمت قبائل الرگيبات مركز أدرار، واستولوا على 50 من الإبل سنة 1916.
وحاول الحاكم العسكري الفرنسي المقدم “GADEN” سنة 1917 سن سياسة جديدة مع الرگيبات تقوم علي أساس السماح لهم بانتجاع مـراعي منطقة آدرار، ومنحهم حرية التنقل والاتصال، مقابل تعهدهم بعـدم مـهـاجـمـة القـوات الفرنسية أو تقديم أي مساعدات لأي ثائر ضد فرنسا، فحل محمد ولد الخليـل بمدينة سـان لـوى سنة 1917 ووقع معاهدة سلم مع “GADEN” وحذت حذوه بعض القبائل الأخرى، وتعهدت بعدم مهاجمة الحوض وآدرار.
وأرسل ارگيبات الشرق بعثة بقيادة السالك ولد البلال، والسالك ولد الشيخ إلى مركز أطار، ووقعوا معاهدة مماثلة مع حاكمه بلوك.
توفي القائد محمد ولد الخليل رحمه الله سنة 1925.
وقد نحتت له الفنانة الفرنسية “أنا كينكان- Anna Quinquaud” تمثالا عرضته ضمن معرض لها بمدينة سينلوي سنة 1926 مع مجموعة من المنحوتات لشخصيات موريتانية كبيرة من بينها أمير اترارزة أحمد سالم ولد إبراهيم السالم، والقاضي أحمد ولد أبنو عبدم الديماني الفاضلي.
———————————-
الأول من اليمين عمر ولد أواه (من أولاد موسى- الرقيبات) يليه محمد ولد الخليل، شيخ أولاد موسى ورقيبات الكاف (الرجل القاعد على كرسي) ثم المجاهد محمد احمد ول اخطور (من اولاد عمني) ثم الشهيد سيد أحمد ولد أحمد عيده، أمير آدرار الذي استشهد في وديان الخروب سنة 1932 يليه محمد المختار ولد اندي (قاضي اهل الحاج) و محمد الخليل ولد البخاري (شيخ التهالات- الرقيبات) ثم بوبالي (الذي يحمل مدفعا) و الأخير (صاحب الحولي الأحمر ) هو الحاج احمد (من ادولحاج).
اخذت هذه الصورة بعد توقيع اتفاقية في مدينة سانت لويس (Saint-Louis) نهاية عام 1917 بين شيخ الركيبات محمد ولد الخليل الملقب حمه ( وهو الجالس على كرسي في الصورة) و الحاكم الفرنسي العقيد غادن.
جاء الإتفاق بعد مفاوضات صعبة و مضايقات في مجال التنقل في مراعي الشمال من طرف الحاكم الفرنسي.
قبله اندلعت، بين عامي 1906 و 1914، العديد من المناوشات والمعارك بين الفرنسيين والمجاهدين الرافضين للوجود المسيحي (النصارى) في أرض المسلمين.
حدث هذا في المناطق الشمالية من موريتانيا ، ولا سيما أدرار.
وبحسب كتابات وتقارير فرنسية ، فإن من يسمون ” الملثمون” هم رأس حربة هذه المعارك والاشتباكات.
هؤلاء ” الملثمون” معظمهم رجال من قبيلة الرقيبات. و لذالك كان من الطبيعي ان يكون الاتفاق بين الطرفين الحاكم الفرنسي وشيوخ قبيلة الرقيبات بقيادة الشيخ محمد ولد خليل.
بعد ذالك الإتفاق، سطع نجم الشرفاء الركيبات في آدرار و على الخصوص أولاد موسى و شيخهم الجليل محمد ولد الخليل.
Sidi Mohamed
